--------------------------------------------------------------------------------
منذ زمن قريب... لم نكن صغار السن فقط.
كنا صغار العقول...وأيضاً صغار القلوب.
نتذكر جيداً.. عندما كان الحب ينبض فى قلوبنا.
نحب الزهور فى البساتين.. نحب موج البحر وهو ثائر حزين.
نحب رؤية الأشجار.. تُطرب أذننا لتغريد الطيور فوق الأغصان.
نتذكر جيداً.. عندما كان الحب شعوراً بداخلنا نمارسه ونشعره تجاه الآخرين دون أن نعلم أن هذا هو الحب دون أن نتساءل لماذا يوجد بداخلنا هذا الشعور؟
فإن لم يكن بداخلنا لصنعناه لكى نحسه.
ولكنه من صنع الله.. أحببنا فزرع الحب فينا وجعل القلب سكنه ومأواه.
نتذكر عندما كان الحب صدقاً.. عندما كانت اصواتنا تتعالى بالضحك لشعورنا بالفرحة
ودموعنا تهبط حزينة متألمة للشعور بالضيق والألم.
لم نضحك ولم نبكى وقلوبنا غير ذلك.
نعم كان الحب صدقاً
والآن فى الحاضر.. عندما نضجت عقولنا وتغيرت فى أعيننا مفاهيم كثيرة كنا نجهلها
وليتنا ظللنا فى هذا الجهل..
لماذا لم تظل قلوبنا صغيرة كما هى.. لماذا تركناها تنضج مع عقولنا وأجسادنا.
أو بمعنى آخر..لماذا أثر نضج العقل ونموه على شعور القلب وحسه.
الحب كان صدقاً.. فهل مع نضج القلب سيكون كذباً.
بالطبع لا لأن الحب هو الحب مهما تقلبت السنين أو تغيرت مفاهيم العقول
ولكن الإختلاف بين الصغر والكبر.
عندما كنا أطفالاً كنا نحب الحياة ونحب جميع الناس نحب دون وعى ودون اختيار
مثل
الحب الفطرىالذى خلقه الله فينا منذ ولادتنا فنحن نحب الله ونحب رسول الله
نحب الأب والأم والأخوات والأقارب ولانتسائل لماذا أو كيف؟؟
ومهما تغيروا ومهما كانوا فسنظل نحبهم مدى الحياة
هذا هو الحب الذى لانختاره وأيضاً يجب أن نرضى به بداخلنا لأنه لن يتغير.
وعندما نكبر نمر بأنواع من الحب ولكنها تكون من اختيارنا ورغبتنا
أو هكذا تصور لنا عقولنا
لذلك فنضج العقل يجب أن يتسامى بمفهوم الحب أو بمفاهيم القلب
لقد أصبحنا ندرك ونتعلم ونعى مانفعله ومايمر بحياتنا
أصبح لدينا القدرة على الأختيار فأصبح لدينا الأصدقاء الأخيار
هم من أخترناهم بعقولنا فأحبتهم قلوبنا وسكنوا بداخلنا
وهذا هو حب الصداقة
ولكن ماذا عن أحبابنا... أى ماذا عن
الحب العاطفى
هل الحب هو حب العقل؟ أم حب القلب؟ أم العقل والقلب معاً؟؟؟
إن الحب فطرة.. أى أنه من عند الله..
ففى البداية نجد قلوبنا قد أحبت.
وهنا يوجد نوعان من الحب:-
حب الجنون:-
وهو الحب الذى لاندرك شيئاً فيه سوى أننا نحب
نشعر بشىء داخلنا تجاه شخص آخر فنطلق عليه اسم الحب
لأننا نريد أن نحب لا لأنه هو الحب.
نعلم جيدا أنه لايتوافق معنا ولكن نحبه
نعلم أنه لم ولن يناسبنا ولكن نحبه
نعلم أن هذا الحب لن يحقق أى طموح أو تغير ولكن نحبه
فهذا هو الجنون فى الحب..
شعوراً طائشاً ينتابنا فى سرعة شديدة وفى وقت قصير وأيضاً ينتهى بسرعة أشد وأقوى من تلك التى بدأ بها فسرعان مايُنسى ويتلاشى تماماً ولانذكر منه إلا مايجعلنا نضحك على انفسنا وكيف أننا أحسسنا هذا الشعور.
كل هذا فقط عندما نفكر بالعقل ونجد أننا قد نحب أكثر من شخص فى نفس الوقت وقد يكون بنفس الدرجة.....وهذا هو الدليل على أنه الجنون.
قد يمر به الشباب فى مقتبل العمر..وآخرون قد لايصادفهم هذا الحب.
أما النوع الثانى:-
فهو الحب الذى نقصده.. هو الحب الحقيقى وأحياناً الأبدى.. هو حب العمر.
هو الحب الذى لايُنسى مهما مر من الزمن أو الوقت.
هو الحب الذى يستحق أن يُقال عنه حب الفطرة..حب من صنع الله وحده
حب لاننتظره ولكن يأتينا وحده..حب قد لانريده ولكننا نشعر به وعندها نعلم أننا أحببنا لحب الله فينا.. فهو من رزقنا هذا الحب.
هو الحب الذى نتمنى جميعاً أن نمر به ولكن البعض لايحالفه الحظ فى ذلك.
ويموت دون أن يعلم مامعنى الحب وكيف يكون الشعور به؟
إنه الحب الذى يكون أميل الى العِشرة
الحب الذى نشعر فيه بالآمان والراحة والاستقرار
الحب الذى نشعر فيه بالسكينة والاطمئنان
الحب الذى يتحقق معه الطموح والأحلام
عندما نشعر بكل هذا فحقاً هذا هو الحب
عندما نشعر بكل هذا فسنعرف أننا قد صادفنا الحب
ثم يأتى دور العقل فنجد أنفسنا نحب هذا ليس لأنه كذا وكذا
ولكن نحبه بالرغم من انه كذا وكذا
نحب تلك العيوب الكثيرة... ونعشق المميزات القليلة
فنراه على النقيض تماماً..نراه صاحب المميزات الكثيرة والعيوب القليلة
لأننا أردنا هذا الانسان. لأننا أحببناه من عند الله وحباً فى الله
لأننا شعرنا معه بما يكفى بأن نختاره شريكاً لحياتنا ومرافقاً لأحلامنا وطموحنا.
فأحببناه كما هو.. بكل مافيه.. وبكل ماليس فيه.
أحببناه فى الحياة..وتمنينا أن يكون معنا فيما بعد الحياةز
ولهذا سيظل الحب فطرة ومن صنع الله مهما كان الأختيار
والآن يبقى السؤال:-
هل لنا أن نصدقه ونعيشه فى هذه الحياة وبكل هذه المتغيرات؟؟
هل لنا أن نقول أنه من أسمى أنواع الحب؟؟
هل سنقول عندما كان الحب!!
أم سنقــــول ومـــــــــــــــازال الحــــــــــــب!!!